مكتبة الإسكندرية تشهد افتتاح معرض "فلسطين 1948: تذكار الوطن الضائع"


مكتبة الإسكندرية تشهد افتتاح معرض "فلسطين 1948: تذكار الوطن الضائع"
الإسكندرية في 19 أغسطس– شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم افتتاح معرض النكبة الوثائقي لفقدان الوطن والأرض "فلسطين 1948: تذكار الوطن الضائع"، والذي ينظمه مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية في الفترة من  19 أغسطس إلى 9 أكتوبر، وقام بإعداده متحف تروبن التابع للمعهد الملكي للمناطق الاستوائية بأمستردام في هولندا، بالتعاون مع أرشيف النكبة ببيروت.


افتتح المعرض الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور يان دونر؛ مدير المعهد الملكي للمناطق الاستوائية، والسيد جمال الجمل؛ قنصل فلسطين العام في الإسكندرية، والمهندسة هدى الميقاتي؛ مدير مركز القبة السماوية العلمي، والسفيرة هاجر الإسلامبولي؛ رئيس قطاع العلاقات الخارجية بمكتبة الإسكندرية.
وأكد الدكتور إسماعيل سراج الدين أن معرض "فلسطين 1948: تذكار الوطن الضائع"، يأتي لاستعادة ذكرى جرح النكبة الأليم الذي يعيش مع كل عربي ومسلم وكل شخص يؤمن بحقوق الإنسان، ولتوثيق تلك الأزمة الإنسانية الفريدة التي اقتلعت شعب من جذوره، وحطمت شخصية في قلب الوطن العربي، وشردت الملايين من الناس.
وقال سراج الدين إن المعرض يعرض بالتفصيل الأحداث السياسية في فلسطين في عامي 1947 و1948، والمخطط الذي وضع منذ سنوات والذي أدى إلى تلك النكبة. وأضاف القضية الفلسطينية هي قضية سياسية وقانونية وانسانية، ولكن المعرض يتميز بإظهار الجانب الإنساني للنكبة، ويدعونا للتفكير فيما يجب فعله للتآزر في مثل هذه الظروف. 
وفي سياق متصل، قال الدكتور يان دونر إن متحف تروبن قام بإعداد المعرض في عام 2008 للتذكير بمرور 60 عامًا على أحداث عام 1948، ونشر الوعي حول الأحداث الحقيقية للنكبة. وأضاف أن المعهد قام بعدد كبير من الأبحاث وتعاون مع أرشيف النكبة ببيروت لتقديم المعرض الذي بيين للعالم مدى معاناة الشعب الفلسطيني لمدة 60 عامًا.
وأوضح دونر أن مكتبة الإسكندرية تعد من أنسب الأماكن لعرض معرض"فلسطين 1948: تذكار الوطن الضائع"، لأنها في قلب الشرق الأوسط، وأكثر احساسًا بمعاناة الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن المعرض يقدم قصة النكبة من منظور شخصي، مما يتماشى مع أهداف المعهد الملكي للمناطق الاستوائية الذي يقوم بالتركيز على القصص الإنسانية  للدول التي يعمل من خلالها.
وفي كلمته، أكد السيد جمال الجمل أن المعرض يعتبر فرصة هامة لاسترجاع التاريخ والتفاصيل الإنسانية للنكبة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن النكبة بدأت قبل عام 1948، مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني والإعلان عن وعد بلفور الذي أدى إلى تهييئ الأحوال السياسية لبناء وطن اليهودي.
وأوضح أنه مع بداية النكبة في عام 1948 هاجر أكثر من 900 ألف فلسطيني إلى البلاد المجاورة إلى أن اصبحوا الآن حوالي 4 ملايين ونصف لاجئ، في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة وأوروبا والولايات المتحدة وكندا. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يعاني منذ البداية من التزييف الاسرائيلي للحقائق، والاستغلال لأحداث الجرائم النازية لكسب تعاطف العالم، مما أدى إلى تجاهل قرارات الشرعية الدولية والمطالبة بحق العودة.
وأكد الجمل أن الموقف الفلسطيني والعربي الآن لايزال ينادي بوقف التهويد والاستيطان في الضفة الغربية، وتحديد زمن محدد لإقامة الدولة الفلسطينية، من أجل إنقاذ أكثر من 11 مليون فلسطيني يعيش تحت الاحتلال الذي يستعمر الأراضي ويفرض العقوبات الجماعية ويقوم بترحيل المواطنين.           
ويعرض "فلسطين 1948: تذكار الوطن الجميل" الأحداث الهامة التي أدت إلى النكبة من سنة 1896 إلى سنة 1967، حيث سيتمكن الزوار من مشاهدة عدة معالم رئيسية للنكبة من خلال الملصقات والصور المعروضة، بالإضافة إلى أفلامًا وثائقية توضيحية. ويقدم المعرض بالتفصيل تاريخ المنطقة، والحدث المثير للجدل والتساؤلات وهو قيام دولة إسرائيل عام 1948. 
ويتناول المعرض ذكريات الفلسطينيين في تلك الفترة مع تأسيس دولة اسرائيل، ويركز متحف تروبن على التجربة الفلسطينية في هذا الحدث، حيث كان عام 1948 هو العام الذي ُأجبر فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، وتم تدمير أكثر من 400 قرية وإخلاء أكثر من 11 مدينة، وهرب اللاجئون إلى الدول العربية المحيطة، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأصبح هذا الرحيل الجماعي معروفًا في التاريخ العربي باسم النكبة أو الكارثة. ويستخدم الفلسطينيون مصطلح النكبة لوصف الفاجعة التي أصابتهم من جراء ترحيلهم عن الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل، وما نتج عنه من تدمير وخسائر في المجتمع الفلسطيني.
ويركز المعرض على حياة الفلسطينيين اليوم، وبعد مرور أكثر من ستين عاما على النكبة. وتحكي أشرطة الفيديو والصور قصة الناس العاديين الذين أصبحوا ضحايا دوامة التاريخ، والصراعات السياسية، وتعرض كيف يتذكرون ملامح وطنهم، وكيف يأملون في العودة إليه.
*المعرض مفتوح يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الثلاثة عصرًا في قاعة المعارض الغربية، بقاعة المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق