طبيب مصرى موهوب ينتج فيلم ب500 جنيه فقط
طبيب مصرى موهوب ينتج فيلم ب500 جنيه فقط
درس السينما بنفسه وتعلم من مئات الأفلام
د/محمد عبدالحافظ زكي |
القاهرة : محمد حلمى
انجاز إبداعى قام به شاب مصرى يدعى محمد عبدالحافظ زكي 30عام ويعمل اخصائي مناظير جهاز هضمي و كبد بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة وذلك بانتاجه فيلم ذى مضمون هادف وجودة انتاجية عالية بتكلفة بلغت 500 جنيه فقط .
يقول محمد :منذ نعومة أظافري وأنا أعشق كل أنواع الفنون بشكل عام والسينما وصناعة الأفلام بشكل خاص, فالسينما هي بوتقة تنصهر بها عناصر الفن المختلفة من قصة و تمثيل و ديكور و صوت و صورة و موسيقى
وعن فيلمه يتواصل حديثه قائلا: بأنه يحمل اسم "الباب "وهو أول فيلم مستقل طويل بدون ميزانية , على مستوى مصر و العالم , يصل إلى هذا المستوى العالي من تقنية الصوت و الصورة.
اما بخصوص قصة الفيلم يقول هى قصة لشخص إسمه(أشرف) شاب مسكين و يتيم تأتيه فرصة كي يعيش مع إبن عمه (حسام) في شقته, و الذي يعطيه كامل الحرية داخل الشقة إلا أنه يطلب منه إعتبار الباب غير موجود, بعد فترة يبدأ اشرف في الاهتمام بالباب و الذي يستحوذ على تفكيره تدريجيا و يتحول الى هوس بمعرفة ما وراء الباب.
ويناقش الفيلم حالة الضياع التي يشعر بها الناس بشكل عام و الشباب بشكل خاص. فحين تشاهد الفيلم ستجد انك تتعرف على نفسك بسهولة مع شخصيات الفيلم, مما يجعلك تعيش حالة نفسية غريبة و تجربة شيقة تخرج منها برؤية اعمق لواقع حياتنا.
ويستطرد محمد ويقول كان حلم طفولتي ان اصبح صانع افلام, احول قصص كثيرة في رأسي الى افلام حقيقية, و كبرت و كبر معي الحلم , و كان الحائل الوحيد دون عدم محاولتي تحقيق هذا الحلم هو عدم امتلاكي لكاميرا فيديو, فحولت طاقتي الى تعلم فن صناعة السينما, فأدمنت الفرجة على الافلام, اشاهدها بامعان و اتعلم منها , لقد شاهدت بعض الافلام التي اعجبتني عشرت المرات.لافتا الى انه اطلع على مئات المطبوعات و الفيديوهات التعليمية, و اتقن معظم برامج الكمبيوتر الاحترافية الخاصة بالصوت و الصورة و المونتاج و الانيميشين، كان كل هذا اثناء دراسته بالمدرسة ثم بالكلية, ويضيف: بعد تخرجي اخترت تخصص المناظير لان المنظار عبارة عن كاميرا.
ويشير إلى أنه حصل على اول كاميرا فيديو في بداية 2009 و كانت كاميرا من نوع الهاند كام الصغيرة و لكن بجودة صورة عالية (HD) و قررت ان اخوض تجربة صناعة اول فيلم , فصنعت فيلم الباب.
احد الاسباب الرئيسية لقيامه بهذه التجربة هو ما رأه على حد قوله من تدني في مستوى السينما المصرية بعد ان كانت افلامها تنافس السينما العالمية فيما مضى. فقد تحولت ساحة السينما الى سوق لتجارة الفن الرخيص , فاقدة روح الابداع و الذوق الرفيع.
ويؤكد لأنه صنع هذا الفيلم كصرخة اعتراض على الوضع الراهن و كمحاولة لتحفيز ذوي المواهب المتوارية من الشباب , و اذا لم يكتب لي النجاح فيكفيني شرف المحاولة و سأعيد الكرة مرارا و تكرار حتى تلقى الصدى الذي تستحقه.
كتبنا السيناريو في ايام قليلة ثم جهزنا اماكن التصوير و قمنا بعمل بروفات كثيرة , ثم قمت بصناعة بعض معدات التصوير كالدوللي و الكرين بمبالغ زهيدة باحدى الورش.
بدأنا بالتصوير في اواخر شهر يونيو 2009 و استغرق حوالي شهرين ثم بدأت بعد ذلك في عملية المونتاج وتصحيح الألوان و كانت عملية صعبة فقد توجب على تحويل صورة الكاميرا الصغيرة, التى تشبة فيديو اعياد الميلاد إلى صورة فيلم سينما عالى الجودة. و أرى انى قد وفقت إلى حد كبير فى هذه المهمة.
أتت بعد ذلك مرحلة الصوت. الطريف فى الموضوع و المذهل فى نفس الوقت أن جميع اصوات الممثلين و المؤثرات الصوتية بالفيلم تم وضعها بعد الأنتهاء من التصوير, فأنا لم املك المال لشراء معدات صوت أو حتى ميكروفون عادى. فأضطررت إلى تسجيل كافة الأصوات مره أخرى بعد الأنتهاء من الفيلم. فقمنا بإستخدام مايكروفون نفس الكاميرا لتسجيل الأصوات كلً على حده بنقاء عالى يقارب جودة الصوت الذى نسمعه فى أفلام هوليوود. أستغرق العمل فى هذه المرحلة اكثر من خمسة أشهروقمنا بعد ذلك بتركيب المشاهد الواحد تلو الاخر و اختيار الموسيقى و قد لجأنا فى اختيار الموسيقى إلى موقع الكتروني يقوم ببيع قطع موسيقية بأسعار رمزية, ثم أتت مرحلة تنقيح الفيلم ثم عمل التترات ثم تجميع الفيلم ليخرج بصورته النهائية.
وينتهى حديثه بأنها كانت تجربة مضنية و شاقة بشكل غير عادى أخذت من صحتى ووقتى وعقلى الكثير فقد كان حلماً بدا مستحيلاً و لكن الأصرار و العزيمة و الرغبة فى تحقيق انجازات فى هذا الوطن كاموا دافع لعدم القبول بدون تحقيق هذا الحلم.
الموضوع شيق
لكن موضوع ال 500 جنيه هذه فيها كلام
فحتى تصنيع أدوات مثل الكرين و الدوللي في أشكال غير احترافية سيكلف أكثر من هذا ، كما أن ثمن أرخص كاميرات الهواه ال HD أو حتى الغير HD سيكلف أكثر من ذلك بكثير . بالأضافة إلى أن النقل إلى نسخ صالحة للعرض بدور العرض سيكون مكلفاً للغاية و طبعاً العرض مرحلة مهمة لا يتم العمل إلا بها .
التجربة رائعة كتجربة هواة لكن لا تسيئوا إليها بالمبالغة
أحمد صلاح الدين طه